أنا أعمل منذ 10 سنوات تقريباً في مجال تكنولوجيا المعلومات، و في خلال هذه الفتره قد قمت بقياده فريق فني من المبرمجين لبناء المواقع و الخدمات و الأدوات على شبكة الإنترنت. كما قمت بتقديم الإستشارات الفنيّه لعدد من الشركات الناشئه. كل هذا لا يجعل منّي خبيراً في هذا المجال. إلاّ أنني أحببت أن أشارككم ببعض الأخطاء الدارجه التي وجدت الكثير من الشركات الناشئه ترتكبها، علّ ذلك يساعد في تجنيب البعض الوقوع في هذه الأخطاء
- صرف الكثير من الوقت و الجهد على النسخه الأوّليه (التجريبيه) للمنتج أو الخدمه. إن المنتجات و الخدمات على شبكة الإنترنت بحاجه للمرور في مرحله تجريبيه تستمع بها جيّداً لإنطباعات و مشاعر زبائنك إتجاه الخدمه التي تقدّمها. و كل ما تقوم به من تطوير للمنتج بدون إعتبار إنطباعات المستخدمين هو عباره عن تخمين ليس إلاّ. مّما ينقلنا للنقطة الثانيه
- عدم توفير قنوات متعدّده للمستخدمين لتوفير أرائهم و إنطباعاتهم، إن توفير صفحه للزبائن لإرسال أرائهم لم يعد كافياً لإستقطاب عدد كافي من آراء المستخدمين
- الإفراط في التفاؤل عند تقدير الأرباح، إن الأرباح التي تجنيها من خلال الخدمات التي تقدّمها عبر الإنترنت متّصله إتصالاً وثيقاً بعدد الزوار الذي يتلقّاه موقعك. و بما أن عدد الزوار الذي يمكنك أن تجذبه عبر محركات البحث يحتاج إلى بعض الوقت لكي ينمو، فأنت تحتاج إلى وقت مماثل لبناء الأرباح و وقت إضافي آخر لضبط و تحسين الخدمه بما يلائم رغبات و حاجات الزوّار و المستخدمين. هذا الخطأ على الأغلب يؤدي إلى مشاكل في السيوله الماديّه
- الإعتماد المفرط على شركات خارجيه في بناء أو تصميم خدمتك الإلكترونيه. إن كل نموذج عمل على شبكة الإنترنت متميّز و فريد من نوعه و يحتاج إلى كثير من الوقت و الجهد لفهم تفاصيله. فلا تتصوّر أنّ شركات الإستشارات قادره على حل جميع مشاكلك. و إن كنت محتاجاً إلى مساعدة في تطوير جانب من جوانب الخدمه التي تقدّمها كن جاهزاً لكي تكن المحرّك و المتحكّم في تفاصيل هذه التطويرات
- البدء ببنيه تحتيّه لتكنولوجيا المعلومات ضخمه (ذات كلفه عاليه) أو فريق عمل ضخم لدعم الخدمه. على الرغم من أن قدرة منتجك و أطر العمل على التوسّع لخدمة العدد المتزايد من متلقّي الخدمه هي عامل مهم لنجاحك، إلّا أن حرصك على إبقاء أنظمتك و عدد موظفينك بحيث لا تزيد عن الحد الأدنى اللازم لدعم المنتج و تقديم خدمه مرضيه أكثر أهميّه. أن تحتاج لأن تبني منظومة عمل بكلفه منخفضه لكي تصمد في المرحلة التجريبيّه و حالما تجد المنظومه الناجحه التي ترضي مستخدميك و تدّر الأرباح الكافيه تستطيع التوسّع في هذه المجالات تدريجياً بما يناسب الزياده في الأرباح.
أنا متأكّد من أن هناك المزيد من الأخطاء التي ترتكبها الشركات الناشئه، لكن قد حاولت من خلال هذه المقاله ذكر الأسباب التي أظن أنّها أكثر شيوعاً مستنداً على خبرتي المتواضعه في المجال في حدود المنطقه التي أعمل بها
هل لديك إستفسار ، أو تخالفني الرأي في أي من النقاط المذكوره. أرجو أن تشاركنا بتعليقاتك و أرائك القيّمه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق